
موجات الوضوء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله مصرّف الأوقات وميسر الأقوات فاطر الأرض والسماوات أهل الفضل والمكرمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلقنا لعبادته ويسر لنا سبل الطاعات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحنيفية السمحة ويسير التشريعات، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد أفضل المخلوقات وأكرم البريات وعلى آله السادات وأصحابه ذوي المقامات والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرصات أما بعد فاتقوا الله عباد الله وكلوا من الطيبات واعلموا الصالحات فاليوم حياة وغدا ممات، ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن موجبات الوضوء، وإن هناك خلاف في نقض الوضوء من مس الذكر، حيث إختلف العلماء في مس الذكر، فمنهم من قال يوجب الوضوء ومنهم من قال لا يوجب الوضوء.
ومنهم من قال يستحب الوضوء من مس الذكر، وأما دليل من قال يستحب الوضوء من مس الذكر، وهو وجه الإستحباب قالوا إن حديث طلق السؤال فيه عن وجوب الوضوء من مس الذكر، كما قال في الحديث ” أعليه وضوء، فقال لا” وحديث بسرة وغيرها مما فيه الأمر بالوضوء من مس الذكر يحمل على الاستحباب جمعا بين الأدلة، وبأن الجمع إنما يكون بين دليل صحيح ودليل آخر مثله أو أعلى منه، وأما أن يكون أحد الحديثين صحيحا والآخر ضعيفا، فإن الواجب هو العمل بالحديث الصحيح وحده وطرح الضعيف لأن الجمع وإن كان فيه إعمال لكلا الدليلين إلا أن إعمالهما معا سيكون على حساب الحديث الصحيح إما تقييدا لمطلقه أو تخصيصا لعمومه، فيخرج أفراد من الحديث الصحيح كان الإطلاق والعموم شاملا لها مراعاة لحديث غريب لا يصح.
فيكون الحديث الضعيف قد جنى على الحديث الصحيح، فهنا الوضوء من مس الذكر مطلق، يشمل ما كان على وجه اللذة وما كان بدونها، ويشمل ما كان متعمدا وغير متعمد، وظاهر الأمر الوجوب، فإذا قمت بتقييد أحاديث الوضوء من مس الذكر بالشهوة، فمعنى هذا أنني أخرجت الوضوء من مسه بدونها، مع أن الأحاديث مطلقة، فهذا إخراج لبعض أفراد العموم من أجل حديث ضعيف، والكلام نفسه يقال فيمن حمل الأحاديث على الاستحباب، مع أن ظاهرها الوجوب، والله أعلم، وأما دليل من قال يجب إن كان المس بشهوة ولا يجب بدونها، قالوا إن قول الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم ” إنما هو بضعة منك” إيماء لإعتبار الشهوة لأمرين، فالأول وهو أنك إذا مسست ذكرك بدون شهوة منك، لم يكن هناك فرق بينه وبين أي عضو من أعضائك.
موجات الوضوء
أما إذا مسسته بشهوة، فإنه يفارق بقية الأعضاء حيث يجد اللذة بلمسه دون غيره، وقد يخرج منه شيء، وهو لا يشعر، فما كان مظنة للحدث علق الحكم به كالنوم، وثانيا وهو أن حديث طلق فيه سؤال عن الرجل يمس ذكره في الصلاة، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ” إنما هو بضعة منك” ومس الذكر في الصلاة لا يكون بشهوة لأن في الصلاة شغلا عن مس ذكره بشهوة، بخلاف مسه خارج الصلاة، فقد يقع منه المس بشهوة، والله أعلم، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.